فكّر قبل أن تشرب
الموقع: جامعة النجاح الوطنية
المدة الزمنية: من نيسان حتى تموز 2025
الفئة المستهدفة: طلبة الجامعة
المجال: الأمراض غير السارية
في عام 1949، طرح مشروب “Dr. Enuf” في الولايات المتحدة لأغراض علاجية مزعومة، مما جعله أول منتج مشابه تاريخياً لما يعرف اليوم بمشروبات الطاقة. في أواخر الثمانينات، ظهرت مشروبات الطاقة في أوروبا مع إطلاق “ريد بول”، والذي يعتبر العامل المحرّك لانتشارها عالمياّ. ورغم عدم وجود تعريف موحد لمشروبات الطاقة في الصحة العالمية، فإنها تشير إلى مجموعة من المشروبات غير الكحولية التي تحتوي عادةً على الكافيين والسكر ومكونات منشّطة أخرى. اكتسبت هذه المشروبات شعبيتها من خلال تسويقها كمحفزات للطاقة قادرة على تحسين اليقظة الذهنية، مما جعلها شائعة بين الرياضيين والطلاب والمهنيين لتعزيز الأداء البدني والإنتاجية. ومع ذلك، فإن استهلاكها المفرط يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة، كما تساهم وسائل الإعلام في تصويرها على أنها مشروبات أنيقة ومنشطة.
في فلسطين، يتبع استهلاك مشروبات الطاقة نمطاً مشابهاً. كشفت إحدى الدراسات أن ما يقارب نصف طلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً يستهلكون مشروبات الطاقة، بينما أظهرت دراسة أخرى ان معدل استهلاك مشروبات الطاقة بين الفتيات المراهقات هو 41.4٪. جدير بالذكر أن أغلب مستهلكي مشروبات الطاقة بين البالغين هم من الذكور. والأمر المقلق أن استهلاكها يرتبط بسلوكيات ضارة أخرى؛ فالإناث اللواتي يستهلكن مشروبات الطاقة أكثر عرضة للتدخين (السجائر والشيشة) بسبع مرات مقارنة بغيرهن، كما أن 89.7٪ من متعاطي المخدرات غير المشروعة يستهلكون هذه المشروبات. ناهيك عن مستوى المعرفة المتدني المتعلق بمحتويات مشروبات الطاقة، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن ما يقارب ثلثي طلاب الجامعات في فلسطين لم يكونوا على دراية بالمكونات الأساسية لهذه المشروبات.
استجابة لهذه الظاهرة، يطلق معهد النجاح للصحة العالمية حملة للتوعية حول ضرر مشروبات الطاقة في نيسان ابريل 2025، والتي ستمتد لخمسة أشهر، وتهدف إلى إشراك الطلاب مباشرة، وتزويدهم بمعلومات موثوقة، وتشجيعهم على اختيار بدائل صحية للمشروبات. من خلال ورش العمل التفاعلية، والمواد التعليمية، والتوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ستعمل الحملة على تقييم مدى معرفة الطلاب وعادات استهلاكهم، ورفع مستوى الوعي بالمخاطر الصحية، وتتبع التغيرات السلوكية بمرور الوقت.
ستتضمن الحملة جلسات توعية يقودها خبراء، بالإضافة إلى ألعاب تفاعلية تُقام في عدة مراكز معلومات على شكل أكشاك موزعة في الجامعة، لمساعدة الطلاب في تقييم المشروبات التي يستهلكونها. ولتوفير بدائل ملموسة، ستتعاون الحملة مع شركات محلية لتقديم عينات من مشروبات صحية داخل الحرم الجامعي. علاوة على ذلك، سيتم إنتاج فيديو قصير يشارك فيه طلاب ورياضيون وأطباء وخبراء تغذية، وسيتم نشره على منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز رسالة الحملة. إضافة إلى التفاعل المباشر مع الطلاب، تسعى الحملة إلى تحقيق تغيير على مستوى السياسات الجامعية من خلال الدعوة لحظر بيع مشروبات الطاقة داخل الحرم الجامعي، مما يسهم في خلق بيئة أكثر صحة. ولقياس مدى تأثير الحملة، سيتم إجراء دراسات قبل وبعد التنفيذ لقياس التغيرات في مستوى المعرفة والمواقف والسلوكيات بين الطلاب.
هذه الحملة لا تقتصر على تصحيح المفاهيم الخاطئة، بل تقدم حلولاً عملية لمساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات صحية أفضل، مع التركيز على استراتيجيات طويلة الأمد بدلاً من الحلول المؤقتة. تابعونا لمعرفة آخر المستجدات مع إطلاق هذه المبادرة!